بُنَيَّ الحبيبُ..
إنَّ النَّبيَّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ـ دَعَا لمن اهتمَّ بأحاديثِه دعاءً جميلاً طيبًا..
قال: "نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ" [رواه أبو داود وهو حديث صحيح].
ومعنى الحديث يا بُني أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو اللهَ تعالى أن يجعلَ وجهَ مَن يحفظ أقوالَه وأحاديثَه وينقلُها للنَّاس مُضِيئًا جميلاً..
يا لها من دعوةٍ عظيمةٍ..
إنَّ مَن تنالُه هذه الدَّعْوةُ لا بُدَّ أن يكونَ ذا حظٍّ عظيمٍ عند الله تعالى..
وأنتَ بُني الحبيب يُمكن أن تكونَ مِنَ السُّعداء الذين تنالهم دعوةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم..
هذا إذا جعلْتَ مشروعَك الثاني في رمضان:
"مشروعُ قراءةِ وحفظِ بعضِ أحاديثِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم"
إنَّ كثيرًا من النَّاس في رمضان ينشغلون بالصَّلاة وقراءة القرآن.. ولا يلتفتون إلى أهمِّيَّة قراءةِ أحاديثِ الرَّسول صلى الله عليه وسلَّم..
فحَاوِلْ هذا العام في رمضان أن تحفظَ كتابًا صغيرًا يضمُّ أحاديثَ الرسول صلى الله عليه وسلم.. مثل: الأربعين النَّوويَّة، أو كتاب: جامع العلوم والحكم..
أو أيُّ كتابٍ يقترحه عليك أبوك أو أحدٌ من الناس.
أو يمكن أن تجعلَ أحدًا يجمع لك بعضَ الأحاديث..
أحاديثُ تُناسب سِنَّك ومقدرتَك على الحفظ..
ثم تحفظ كلَّ يومٍ حديثًا أو حديثين..
وتسأل عن معنى ما يصعُب عليك فهمُه..
ثم تنقلُ ما حفظْتَ إلى أصحابك..
فإذا مَرَّ رمضانُ..
كنت قد أنجزْتَ مشروعًا عظيمًا..
ونالتْك -بإذن الله- دعوةُ الرسول ـ صلى الله عليه وسلَّم.