بُنَيَّ الحبيبُ..
إنَّ اللهَ تباركَ وتعالَى جميلٌ يحبُّ الجمالَ..
وهو "قُدُّوسٌ" أيْ: طاهرٌ ليس فيه نقصٌ ولا عَيْبٌ..
وهو يحبُّ مِن عباده أن يكونوا في أجملِ حالٍ..
ومن ذلك أنَّه يحبُّ منهم أن يكونوا طاهرين..
قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]..
ولذلك قال لرسولِه صلى الله عليه وسلم: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر: 3]..
وهو لَمَّا أحبَّ الطَّهارةَ وأَمَرَ بها أنبياءه.. أمر بها عبادَه المؤمنين كذلك..
ومَدَحَ المؤمنين الذين يتطهَّرون للصَّلاة.. قال عن مسجدِ قُباء: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108].
وهناك شيءٌ عظيمٌ رائعٌ..
كانَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسِيرُ في الجنَّة - في الرُّؤيا-ـ فسَمِعَ صوتَ نعلِ سيِّدنا بِلَالٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ يسيرُ في الجنة هو الآخر بين يَدَيِ النبي صلى الله عليه وسلم..
فلمَّا رأى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سيِّدنا بلالاً بعد صلاةِ الصُّبح.. سأله عن أفضلِ عملٍ صالحٍ يعمله.. ليعلمَ السَّبَبَ الذي جعله في هذه المكانةِ العظيمةِ..
فأخبره سيِّدُنا بلالٌ - رضي اللهُ عنه - أنَّه كُلَّما انتقض وُضُوؤُه سارعَ فتوضَّأ مِن جديدٍ.. ولا يترك نفسَه بغيرِ وضوءٍ لحظةً من اللحظاتِ.. فإذا توضَّأ وضوءًا جديدًا صلَّى ركعتين بعده..
فسَعِدَ به النبي صلى الله عليه وسلم جِدًّا.. ووافقَه على الرَّكعتين بعد الوضوء..
بُنَيَّ الحبيب..
إذا كان الله تعالى يحبُّ الطَّهارةَ وأمر بها الأنبياءَ وأمر بها عبادَه الصَّالحين، وجعل جزاءَها الجنَّة، فاجعلْ مشروعَك الثاني في رمضان:
"أنْ تُدَاوِمَ على الوُضُوءِ"..
كلَّما انتقض وضوؤك تذهبُ فتتوضَّأ من جديدٍ..
لتحوزَ الأجرَ العظيمَ عندَ اللهِ تعالَى.