إنه أشهر خروف في التاريخ..
بينما كان سيدنا إبراهيم عليه السلام نائمًا في بيته..
إذ رأى رؤيا في نومه.. مخيفة لكل إنسان يسمعها.. لقد رأى أنه يذبح ابنه..
ابنه الوحيد حينئذ..
ابنه البكر.. سيدنا إسماعيل عليه السلام..
ومن المعروف أن النبي ـ أي نبي ـ إذا رأى رؤيا في النوم فإنها تكون مثل الوحي الذي يأتيه في اليقظة..
فحين رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل كان ذلك يعني أمرًا غريبًا..
أن الله تعالى يأمره أن يذبح ابنه إسماعيل..
لا تخف يا بني ..
لقد كان الله تعالى يختبرهما معًا.. الوالد والولد.. ليظهر للناس قوة إيمانهما العظيمة..
ولم يكن الله تعالى يريد على الحقيقة أن يذبح سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل عليه السلام..
فلما رأى الرؤيا قال لابنه إسماعيل عليه السلام: (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى)..
عرض الأمر على ابنه وهو عازم على فعله..
فكان الشيء العجيب الآخر..
لقد قال سيدنا إسماعيل عليه السلام: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)..
يا له من أمر غاية في العجب..
ابن يعلم أن أباه سيذبحه.. ثم لا يعترض.. بل يشجع أباه على أن يفعل ما يأمره الله به..
وبينما سيدنا إبراهيم عليه السلام يضجع سيدنا إسماعيل عليه السلام على وجهه على الأرض ليذبحه..
حدث أمر عظيم..
لقد أرسل الله تعالى أحد الملائكة بكبش عظيم من كباش الجنة..
فداء لسيدنا إسماعيل.. ليذبحه مكانه..
لقد علم الله تعالى صدق إيمانهما فضحى بالكبش ليذبح مكان سيدنا إسماعيل عليه السلام..
ومن هذا اليوم العظيم صارت سنة في الناس تتبع..
صار هذا اليوم عيدًا للمسلمين..
وصار على القادر الغني في هذه الأمة أن يضحي بكبش مليء باللحم.. يوزعه صدقة على الفقراء؛ ليفرح ويفرحوا..
يفرح بالثواب ويفرحون بالعطاء..
ما أجمل ذكرى العيد!..