كان هناك قصر كبير لكنه كان متصدع
وكانت الشقوق تغطي جدرانه
والغبار يمليء اركانه
فلم يحبه احد لمظهره البشع
ولذلك كان مالكه وحيد حزين
لانه لا يملك اصدقاء واحباب
فالا حد يأتي لزيارته ابدا خوفا
من بيته المتصدع
فما كان من المالك الا ان يقرر
ان يضع حد لذلك
وكان امامه ثلاث خيارات
وكان يتحكم فيه المال
فهو لا يملك الكثير
الخيار الاول
هو ان يهدم القصر ويعيد بناءه من جديد
كبيت صغير لان المال لن يكفي لبناء
القصر من جديد
ويصبح بيت جميل وكامل ولكنه صغير
الخيار الثاني
وهو ان يستغل ما معه من المال
لعمل نصف الترميمات فقط
ويبقي القصر كما هو ولكن مازال ايضا قبيح
فلن يتبقي مال لتزينه واكماله
الخيار الثالث
وهو ان يستغل المال في سد التصدعات
ودهان الشقوق بالوان جذابه
ودهان القصر من الخارج
فيصبح القصر جميل الشكل من المظهر الخارجي
ولكنه ضعيف وفارغ ومتهالك في حقيقة الامر
واستقر رأي المالك علي الخيار الثالث
فهو الاقرب والاوفر والاسرع
وفعلا تم ما اراده
انبهر الناس بالقصر الجديد
واصبح للمالك الكثير من الاصدقاء
وكثرت تجارته وزاد ماله ومعارفه
واستغل القصر اسوء استغلال
فكان يقيم فيه الحفلات كل يوم
ليجمع اكبر قدر من الناس
واستمر الحال علي ذلك لاعوام
وفي كل عام يقول لنفسه هذا العام
سأرمم القصر او اعيد بناءه
لكنه ينسي وينشغل بجمع المال
حتي كان ما كان
وفي ليلة ما واثناء الاحتفال
تهدم القصر علي رأسه وعلي كل من فيه
وضاع كل شيء في لحظة
المال والنفوذ والاصدقاء
ولم يتبقي الا بقايا عظام تحت التراب
هكذا الانسان يا اصدقائي
كهذا القصر المتصدع
اذا اصاب قلبه التصدع فعليه مراجعة نفسه واختيار
الخيار الاول وهو اعادة بناء نفسه البشرية من جديد
ليزيل عنها الحقد والكراهية والغرور
فالنفس امارة بالسوء
والا يرضي ابدا بالحل الاوسط
لانه لن يحقق ابدا مراده
وسيظل دائما بالوسط
واكيد ليس الثالث ايضا
لانه حل وهمي وما بني علي باطل
فهو باطل
فالا تتجمل لترضي احد
فقط ارضي ربك ودينك ونفسك
والا تنخدع ابدا بالمظهر الجميل الجذاب
والكلام المعسول حاول ان تبحث بالداخل
لتجد الحقيقة
فليس كل ما يلمع ذهبا