بُنيَّ الحبيب..
الزَّمانُ والمكانُ خلقُ الله العليمِ..
وهو تعالى قد فضَّل مكانًا على مكانٍ..
وفضَّل زمانًا على زمانٍ..
وممَّا فضَّل الله تعالى من الزمان:
من الشُّهور: رمضان.
ومن الليالي: ليلة القدر.
ومن الأيَّام: العشرُ الأوائلُ من شهر "ذِي الحجَّة" وفي آخرِ هذه الأيَّام يومُ عرفةَ.
لقد جاءتْ ـ بُنيَّ الحبيب ـ أحاديثُ كثيرةٌ تتحدَّث عن فضلِ هذه العشر الأواخر من ذي الحجة، منها:
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما مِنْ أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ من هذه الأيَّام، يعني أيَّامَ العشر، قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيل الله، قال: ولا الجهادُ في سبيلِ الله، إلَّا رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه ثمَّ لم يرجعْ من ذلك بشيءٍ"..
فاللهُ تعالى يحبُّ العملَ الصَّالحَ في هذه الأيَّام أكثرَ مِن أيِّ عملٍ آخَرَ..
وكذلك ذكر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ شهرَ رمضانَ وشهر ذي الحجة على الدرجةِ نفسِها من الفضل العظيم..
قال: "شَهْرَا عيدٍ لا ينقصان: رمضانُ وذو الحجة".. أيْ: لا ينقصُ أحدهما عن الآخَرِ في الفضل.. ففضلُهما سواءٌ..
وها هي الأيَّامُ العشرُ على الأبوابِ - بنيَّ الحبيب-..
ومن فضلِ الله العظيم عليك أنَّك تشهدُها بإذن الله تعالى..
فجهِّزْ نفسّك لها بالعملِ الصَّالحِ والعلمِ النَّافعِ..
حتَّى تفوزَ بالفضل الذي فضَّلها اللهُ به..
صلِّ فيها أكثرَ ممَّا كنتَ تُصلِّي..
اقرأْ فيها القرآنَ أكثرَ ممَّا كنتَ تقرأ..
صُمْ فيها نهارَها أكثرَ ممَّا كنتَ تصوم..
برَّ فيها والديْك أكثرَ مما كنت تبرُّ..
زرْ فيها أقاربَك أكثر مما كنت تزور..
كُنْ فيها عبدًا صالحًا كما يحبُّ اللهُ ويرضى..