بُنَيَّ الحبيبُ..
ما أرحمَ اللهَ!!..
حِينَ أمرنا بالصِّيَامِ فرض علينا شهرًا واحدًا..
وجعل لنا بعدَه يومًا عظيمًا..
نفرحُ ونمرحُ..
ونأكلُ ونشربُ..
إنَّه "عيد الفطر"..
هو أوَّل فرحتين للصَّائِمِ.. فإنَّ للصَّائِم فرحتين كما قال الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ" [رواه البخاري]..
فإنَّ العِيدَ يومٌ جميلٌ يُفطر فيه النَّاسُ من صيامِ شهر رمضان.. وفيه يفرحُون فرحةَ الدُّنيا..
فإذا كانَ المؤمنون يومَ الحسابِ.. فَرِحُوا فرحةَ الآخِرة بالنَّعِيمِ العظيمِ.. والفَواكِهِ والطَّعامِ والشَّرابِ..
بُني الحبيب
إِنَّ العيدَ إذا كان فرحةً لك فهو فرحةٌ لغيرِك..
لذلك..
احرصْ حرصًا شديدًا ألَّا تجعلَه يومَ حُزْنٍ على أحدٍ من النَّاس..
فعَامِلْ فيه أصحابَك بالحُسْنَى..
وتَصَدَّقْ فيه على الفُقراءِ والمساكينِ..
وسَامِحْ فيه مَنْ آذَاكَ..
وصِلْ فيه أقرباءَك كُلَّهُمْ..
وانشُرْ فيه المحبَّةَ والوُدَّ والخيرَ والبِشْر للمسلمين كُلِّهِمْ..
بُني الحبيب..
إذا كان العيدُ نعمةً من اللهِ تعالى..
فإنَّه يجبُ علينا جميعاً أنْ نشكُرَه في هذا اليومِ العظيمِ..
ومِن شُكْرِنا للهِ فيه أن نُعَامِلَ عبادَه بالحُسنى..
وأن نُحسن إلى مَنْ يحتاجُ إلينا..
وشُكْرُ اللهِ بالعملِ الصَّالحِ.. أفضلُ مِن شُكر الله باللسان فقطْ..
بُني الحبيب..
إنَّ اللهَ تعالى فرض علينا زكاةً تُسمَّى "زكاة الفطر"..
يُؤدِّيها والدُك عنك..
ولكن احرصْ في هذا العيد أن تُشاركَه..
أن تُشاركَه في توزيعِها.. وفي إيصالها إلى الفُقراءِ..
واشْعُرْ بالفرحةِ الغامرةِ،
حِينَ ترَى الفرحةَ على وُجوهِ الفُقراء..