بُنَيَّ الحبيبُ..
الطَّعامُ والشَّرابُ حولك في كلِّ مكانٍ.. وفي كلِّ زمانٍ..
ألم تسألْ نفسَك عن هذه النِّعمةِ العظيمةِ..
إنَّ سُكَّانَ العالم 7 ملياراتِ نفسٍ.. يأكلُون ليلَ نهارَ..
لم يستيقظْ أحدٌ منهم من نومِه مرة فلم يجدْ في الأرض طعامًا..
بل كلَّ يومٍ يتجدَّدُ الطعامُ ويتجدَّد الشرابُ.. ويكفي كلَّ النَّاسِ..
بنيَّ الحبيبُ،
كلُّ هذه المأكولاتِ والمشروباتِ تأتيك دُونَ تعبٍ بينما تَعِبَ فيها حتى تأتيَك أناسٌ كثيرون..
فَلَّاحُونَ يزرعون ويحصدون..
وعُمَّالٌ يصنعون ويُعِدُّون..
وأوقاتٌ كثيرةٌ أنفقوها من أعمارِهم.. يعمَلون ويكدَحون ويعرَقون.. ثمَّ بعدَ هذا الجُهْدِ الْمُضْنِي تذهبُ إلى السُّوقِ بيُسْرٍ وسُهولةٍ فتدفعُ قليلاً من المال لتحصلَ على أنواعٍ من الفاكهةِ وأنواعٍ من الخضراوات هي نتاجُ عملِ شهورٍ عديدةٍ وأعمالٍ صعبةٍ شديدةٍ..
بنيَّ الحبيبُ،
مِن نعمة الله تعالى أنَّه خلق في الأرض أقواتَها قبل أن يخلقَ البشرَ.. قال تعالى: ( وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا)..
ولكنْ للأسفِ الشَّديدِ بعضُ البشرِ يظلمون الفُقرَاءَ ظلمًا كبيرًا.. فيمنعونَهم هذا القُوتَ الذي خلقه اللهُ لهم..
فبعضُ التُّجَّارِ يحتكِرون البضائعَ.. يشترونها ولا يبيعونها حتى يحتاجَها الناسُ وتقلَّ من الأسواقِ فيبيعونها بسعرٍ كبيرٍ، وهذا من الفعلِ المحرَّمِ في الإسلام؛ لأنَّه يضرُّ بالمسلمين..
بُنيَّ الحبيبُ،
إنَّ نعمةَ القُوتِ لن تشعرَ بها إلَّا إذا نظرْتَ إلى البلاد التي يقلُّ فيها القوتُ..
يقلُّ إلى درجةِ الموتِ من شدَّةِ الجوع..
إذا رأيتَ جسمًا هزيلاً هزيلاً تظهرُ ضلوعُ صاحبِه من وراء جِلده الأسود..
فاحمَدِ اللهَ تعالى على نعمةِ القوت..
وقل ْكلَّما أكلتَ طعامًا شهيًّا: "الحمدُ للهِ الذي أطعمَنا وسَقانا وجعلنَا مسلمين"..
***********